
تتميز الطيور بالوداعة والألوان الزاهية والحركات الجميلة, إلا أن العلماء اكتشفوا بجانب هذه الصفات أنها أيضاً تتميز بالذكاء.
وقد كشفت دراسة إيطالية حديثة أن الكتاكيت تتمتع ببعض القدرات الحسابية، مؤكدين أن الكتاكيت لديها قدرة على التفرقة بين الكميات الصغيرة والكبيرة كما أن لديها قدرات حسابية أيضاً.
وأشار الباحثون إلى أنه تم وضع خمس كرات بلاستيكية صفراء مع الكتاكيت بعد خروجهم من البيضة مباشرة في أحد الاقفاص، وبعد ثلاثة أيام قام الباحثون بإخفاء اثنين أو ثلاثة من الكرات خلف أحد الحواجز أمام عيون الكتاكيت، وفي كل مرة كانت الكتاكيت تتجه تلقائياً للحاجز الذي يوجد خلفه أكبر عدد من الكرات وحتى يتأكد الباحثون من أن الكتاكيت تختار العدد الأكبر وليس الحجم قاموا بتغيير الكرات ووضعو بدلا منها أجساما مسطحة بألوان مختلفة.
وأجرى العلماء تجربة ثانية كانوا يقيمون فيها بتحريك بعض الأجسام باستمرار بين جدارين أمام عيون الكتاكيت الذين كانوا يختارون أيضاً في كل مرة الحائط الذي يوجد خلفه أكبر عدد من هذه الأجسام.
وأكد الخبراء الذين يعملون في جامعة تورينتو ويجرون أبحاثا حول المخ أن الكتاكيت لديها قدرات حسابية كبيرة حتى بعد خروجها من البيضة مباشرة وعدم تحصيلها للخبرات اللازمة.
وقد دعت مجموعة دولية من خبراء الطيور إلى إعطاء الطيور حقها الكامل من التقدير ووضع خريطة جديدة لأمخاخها تعكس تكوينها الحقيقي.
ويعود النظام الحالي لنحو مائة عام مضت ويشير إلى أن مخ الطائر يتكون في معظمه من خلايا عصبية عند القاعدة وهي منطقة تتحكم في الوظائف البدائية للمخ والسلوك الغريزي، إلا أن إيريك يارفيس بولاية نورث كارولاينا الذي قاد الدراسة دحض ذلك بقوله إن مخ الطائر يشبه بدرجة أكبر المخ البشري ومنطقة الخلايا العصبية بقاعدته ليست بدائية.
وأكد يارفيس الذي يدرس كيفية تعلم الطيور نطق الأصوات كالتغريد وتقليد الببغاوات لنطق الكلمات إن سلوكها يمكن أن يكون متطوراً بما يبعث على الدهشة، حيث يمكن للطيور استخدام أدوات والغناء وتقليد لغة الإنسان للتواصل والعد أيضاً.
وأوضح يارفيس أنه لا يدافع عن مخ الطيور فحسب بل يدعو للتعرف من خلاله على عمل المخ البشري، مضيفاً أن هناك اهتماماً شديداً في مجال علم الأعصاب باستخدام الطيور كنماذج للتعلم والتطور والهجرة والسلوك الاجتماعي، بل إن بعض الطيور اكتسب قدرات معرفية أكثر تعقيداً مما هو لدى كثير من الثدييات.